من بين العلامات والأعراض العديدة التي تجعلك تعلمين أنك سوف تصبحين حاملاً وقبل حتى إجراء اختبار الحمل، هو ألم الثدي. الحمل يعتبر تجربة تغير حياة، ليس فقط لأنه يخلق حياة جديدة، ولكن لأنه يغير جسدها لاستيعاب ورعاية الطفل الذي ينمو بداخلها لمدة تسعة أشهر، ويستعد أيضًا لتوفير الغذاء لهذا الطفل بعد الولادة.
وهذه التغيرات مثل حدوث ارتخاء في العضلات، واتساع في القفص الصدري، وتمتد البطن وتتحول الأعضاء الداخلية، وينمو الثدي ويتغير ليجهز لإطعام الطفل عندما يولد.
ومع ذلك، فإن نمو الثدي أثناء الحمل ليس من الأمور الممتعة، حيث تشتكي معظم النساء من وجود ألم، لكن مستوى هذا الألم يختلف من امرأة إلى أخرى.
أسباب تغيرات الثدي أثناء الحمل
كما هو الحال مع جميع الأعراض الأخرى تقريبًا المتعلقة بالحمل، يُعزى حنان الثدي في الحمل إلى اثنين من الهرمونات، وهما الإستروجين والبروجسترون.
نفس الهرمونات التي أدت إلى تكوين ثدي المرأة عندما كانت في سن المراهقة، فهي تعود مرة أخرى إلى العمل من أجل الاستعداد لعملية الرضاعة، حيث تضمن أن قنوات الحليب أصبحت واسعة وأن الثديان يحصلان على كمية وفيرة من الدم، ويعتبر ألم الثدي في الحمل المبكر أمرًا شائعًا، حيث تحدث معظم التغييرات في الثلث الأول من الحمل، أي بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الحمل.
كيف يتغير الثدي بعد الحمل؟
تتسبب رحلة الحمل والولادة في إحداث تغييرات جذرية في ثدي المرأة، ويميل الثديان إلى النمو أثناء الحمل، وذلك من أجل إنتاج الحليب لتغذية الطفل بعد الولادة.
وبمجرد ولادة طفلك، تبدأ المرأة في الرضاعة ويبقى الثدي كبيرًا طالما يتم إنتاج الحليب، وتعاني العديد من النساء أيضًا من احتقان الثدي، والذي يحدث عندما يصبح الثدي ممتلئًا جدًا بسبب مشاكل الرضاعة الطبيعية أو الإفراط في إنتاج الحليب، ويمكن تقليل ذلك عن طريق ضخ الحليب بعد الرضاعة الطبيعية.
يعود ثدي بعض النساء إلى حجمه الأصلي بمجرد أن يتوقف الثدي عن إنتاج الحليب، في حين أن ثدي بعض النساء قد يظل أكبر من حجمه الذي كان عليه قبل الحمل، وقد تعاني بعض النساء أيضًا من الترهل حيث يفقد الثدي مرونتهما.
ويتم تحديد التغييرات في ثدي كل امرأة من خلال عوامل مثل عوامل وراثية، ومدة الرضاعة الطبيعية، وتغيرات في الوزن، وعادة ما تصبح الحلمات داكنة أثناء الحمل، وستصبح أخف تدريجيًا بعد الولادة.
فينبغي عليك أن تتعلمي كيفية التعامل مع تغيرات الثدي، حيث يعتبر أن هذا جزء من احتضان التغييرات العديدة التي يمر بها جسمك أثناء الحمل.
فيما يلي تغييرات الثدي المبكرة للحمل، على أساس أسبوعي، خلال أول 12 أسبوعًا:
التغييرات في الأسبوع 1 -3
تبدأ تغييرات الثدي بمجرد حدوث التلقيح، يتم إجراء جزء كبير من التغييرات خلال الأسبوع الثاني، وستواجه المرأة حساسية متزايدة، خاصة على الجانبين حيث توجد الشرايين الثديية الداخلية، وتنمو قنوات الحليب والبراعم السنخية بسرعة خلال هذه الفترة.
التغييرات في الأسبوع 4-6
التغييرات في الحلمات سيكون ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث يتسبب زيادة تدفق الدم إحساسًا بالوخز مصحوبًا بوخز حول الحلمات، قد ينجم الوخز أيضًا عن التغيرات في درجة الحرارة، وفي نهاية هذه المرحلة، سيحدث زيادة في التصبغ والذي يجعل الهالة الخاصة بالمرأة تبدو أغمق وستكون الحلمات أكثر بروزًا.
التغييرات في الأسبوع 7-9
في الأسبوع السابع، يبدأ الثدي في النمو بشكل أكبر، حيث تتراكم الدهون وتنمو قنوات الحليب بشكل أكبر، تتكون الفصيصات من الحويصلات الهوائية المتزايدة، مما يجعلها تشعر بالآلام، وتظهر البثور الصغيرة حول الهالة حوالي الأسبوع الثامن، وبحلول الأسبوع 12، تحيط الهالات السوداء بهالة ثانية من الأنسجة الأخف ويتم تصحيح الحلمات المقلوبة.
التغييرات في الأسبوع 10-12
هذه هي الفترة التي تبرز فيها الحلمات بشكل كامل، ومن المؤكد أن المرأة سوف تلاحظ الفرق، خاصة إذا كانت في حملها الأول.
تغيرات الثدي الشائعة في الحمل
في حين تحدث التغييرات الرئيسية خلال الأسابيع الـ 12 الأولى، يستمر نمو الثدي طوال فترة الحمل، ويتميز بالتغييرات التالية:
- تضخم الثدي
تضخم الثدي هو التغيير الأكثر وضوحًا أثناء الحمل، لكن نمط النمو قد يختلف من امرأة إلى أخرى، فبينما تعاني بعض النساء من نمو بطيء وثابت، يرى البعض الآخر طفرات في النمو، إذا كان هذا هو حمل المرأة الأول، فقد تجد أن حجم صدرها قد زاد بمقدار كوب واحد، وتشعر بأن ثدياها قد امتلئا، كما ستحصل زيادة مفاجئة في حجم الثدي تؤدي إلى تمدد البشرى وقد تسبب الحكة.
- حنان الثدي
ويلاحظ وجع أو حنان الثدي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وعادة ما يخف مع اقتراب الفصل الثاني، بسبب زيادة الهرمونات، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث ألم شديد.
- عروق مرئية
قد يؤدي زيادة تدفق الدم في الجسم أثناء الحمل إلى حدوث أوردة مرئية في الجلد الرقيق للثدي، وتعتبر هذه الحالة مؤقتة، وعادة ما تعود الأوردة إلى حجمها الطبيعي بعد الولادة أو بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
- الكتل والمطبات
قد تلاحظ بعض النساء تطور كتل في الثديين، في حين أن معظمها حميدة، إلا أنه من المفيد التحقق منها إذا لاحظت تغييرات أو كتل جديدة، تحدث معظم الكتل بسبب الجالاكتوسيلات (أكياس مليئة بالحليب) أو أورام غدية ليفية (أنسجة ليفية) أو أكياس.
- تغيرات الحلمة أثناء الحمل
يتسبب الحمل في زيادة التصبغ في الحلمتين، ويسمى أيضًا الهالة، تتضمن التغييرات في الفصل الثالث نموًا في حجم الحلمات وظهور درنة مونتغمري.
- درنات مونتغمري
تظهر على شكل بثور صغيرة حول الهالة، وقد سميت هذه النتوءات باسم طبيب التوليد الأيرلندي الذي كان أول من لاحظها، وتختلف عدد الدرنات لكل امرأة، ويعتقد أن هذه الدرنات تؤدي وظيفة وقائية، حيث تفرز الزيت الذي يحافظ على ترطيب الهالة ويخفف من ألم الحلمات أثناء الحمل.
- تسرب الثدي
الثدي المتسرب شائع الحدوث، حتى في وقت مبكر من 16 أسبوعًا من الحمل، بينما تستعد قنوات الحليب لمهمتها بعد الولادة، فإنها تتسرب اللبأ، وهو سائل بلون القش، اللبأ هو ما يجب أن يشربه طفلك بعد الولادة مباشرة، لأنه غني بالأجسام المضادة التي تحمي مولودك الجديد.
نصائح لتخفيف آلام الثدي
في حين أنه لا يمكن تجنب تغيرات الثدي والألم المرتبط به، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لجعل تلك التغيرات أسهل بالنسبة لك:
- ارتدي حمالة صدر للأمومة
تأكدي من ارتداء حمالة صدر واسعة كلما شعرتي بحدوث ضيق بسبب تغير شكل الثدي أثناء الحمل.
رطوبة الثدي
يمكنك التخلص من الحكة التي تحدث في الثديين أثناء الحمل عن طريق جعل بشرتك رطبة، فعندما يحدث للثدي تمدد فينبغي تغذيته من خلال جعله ناعم ورطب دائماً.
- اختيار الملابس القطنية
القماش القطني لا يسبب الحساسية، وكذلك لا يحمي فقط من التهيج والتهابات الجلد، ولكن أيضًا ضمن لك أن بشرتك تحصل على التنفس الذي ترغب فيه، حيث يمتص القماش القطني العرق، ويبقي بشرتك نظيفة وجافة، فارتداء الحمالات القطنية تجعلك تشعرين بالراحة التي تكونين في حاجة إليها.
- تجنب الاصطدام بالأشياء
الوقاية هي أفضل طريقة للتأكد من عدم الشعور بالآلام العرضية، ينبغي عليك الانتباه جيداً، سواء كنتِ في البيت أو كنتِ خارجه حتى لا تتعرضي للأذى بسبب الاصطدام بشيء أو حتى الاصطدام بشخص.
- فحوصات الثدي
في حين أنك قد تشعرين بعدم الراحة في الثدي أثناء الحمل فإن هذا يكون من الأمور الطبيعية والعابرة، كما هو الحال مع جميع الأعراض الأخرى، إلا أنه ينبغي عليك أن تقومي بالذهاب إلى طبيب النسائية والتوليد من أجل الكشف عليك إذا ما رأيتِ حدوث إفرازات غير طبيعية، أو أنك واجهتي ألم شديد.
في حالة ملاحظتك إلى حدوث تغيرات سريعة في الكتل أو زيادة في عدد الكتل.
في حالة حصول تسرب دم مع اللبأ
في حالة رؤيتك لطفح جلدي.
وبهذا نكون قد استعرضنا معكم كل ما يتعلق بموضوع تغيرات الثدي أثناء الحمل، إذا أعجبكم المقال يمكنكم مشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.