أن البشرة الدهنية تتكون من طبقة دهنية تجعل للبشرة غطاءً حيوياً، وذلك يحمى البشرة من الصدمات والحساسية والجراثيم، ويحافظ أيضًا على البشرة من تقلبات الجو والمناخ، لأن البشرة تتعرض لدرجات حرارة مختلفة على مدار العام، مثل البرودة في فصل الشتاء، والحر الشديد في فصل الصيف، وتحافظ على البشرة أيضًا من أعراض التقشر والجفاف، إلى جانب تفادى الأضرار الناجمة عن الأحماض والقلويات، كما تمنع هذه الطبقة ظهور الفطريات الضارة.
وقد تكون البشرة الدهنية غير مرغوبة لدى الكثير من الأشخاص، ولكن يجب أن نعلم أن البشرة الدهنية تتميز عن باقي أنواع البشرة الأخرى، بأنها البشرة التي تظهر عليها علامات التجاعيد متأخراً، ويظهر عليها علامات الشيخوخة أيضًا بعد وقت أطول من أنواع البشرة الأخرى.
ما هي أسباب البشرة الدهنية؟
تنقسم العوامل المؤثرة على البشرة الى نوعان، وقد تكون هذه العوامل داخلية (وراثية أو بيولوجية) أو عوامل خارجية (سوء التغذية، التعرض المستمر لأشعة الشمس، الخ). وتلك العوامل هي التي تؤثر على مستويات إفراز الزيوت بالجلد والعرق وعوامل الترطيب الطبيعية التي تنتجها البشرة.
العوامل الداخلية التي تتسبب في البشرة الدهنية
- الوراثة:
أن الوراثة لها دور كبير في تحديد نوع البشرة إذا كانت بشرة عادية أو جافة أو دهنية أو مختلطة، حيث أن الوراثة تحدد التقدم البيولوجي في سن البشرة والتي تتميز بالخصائص الآتية:
- نقص إفرازات الغدد العرقية والدهنية
- قلة قدرة الخلايا على تجددها
- قلة تجدد الخلايا وبذلك يعجز الجلد على البقاء مترابطاً في السائل ويفقد قوته مع مرور الوقت.
- ضعف الألياف المرنة مما يؤدي إلى نقص في مرونة الجلد مع مرور الوقت.
كما أن الوراثة تتدخل في قابلية الإصابة بأمراض جلدية أو لا، مثل الإصابة بالصدفية. فمثلاً يوجد الكثير من الأطفال يولدون وهم مصابون بنقص الفيلا جرين الوراثي وهو (بروتين موجود في البشرة) ويتسبب ذلك في أن يكون حاجز البشرة لدى هذه الأطفال ضعيف، ويصبحون عرضة للبشرة الحساسة، وينتج عن ذلك التهاب الجلد التحسسي.
وبسبب الضعف الوراثي للبشرة، يصبح الجلد أكثر تحسساً بفعل التوتر والضغط النفسي، وتتأثر حالة الجلد بسبب المؤثرات الخارجية. لذلك من الضروري الحصول على روتين مناسب لنوع البشرة وللعناية الصحيحة بها.
كما يوجد بعض الأمراض التي تؤثر على البشرة، مثل مرض السكري والفشل الكلوي، وهذه الأمراض تؤثر سلبيًا على صحة البشرة.
- الهرمونات (بيولوجية):
يتسبب التغير في الهرمونات، أن تكون البشرة دهنية، ويكون له تأثير كبير على صحة ومظهر البشرة بشكل كبير:
حيث تحفز التغيرات الهرمونية في فترة البلوغ ظهور حب الشباب ومشاكل بالبشرة المختلفة المعروفة لدى الشباب.
ومن التغيرات التي تحدث للهرمونات أيضاً، هي التي تحدث في فترة الحمل أو عند تناول حبوب منع الحمل، وتؤدي إلى ارتفاع مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون، إلى زيادة إنتاج الميلانين، والذي يسبب التصبغ أو الكلف ويغير من مظهر ولون البشرة لنتيجة غير مرضية بشكل كبير، ويكون شكلها غير مرضى لدى الكثير من الاشخاص.
ويجب أن نعلم أيضًا، ان انخفاض مستويات هرمون الأستروجين الأنثوي، في حالة تقدم العمر البيولوجي، وخاصة بعد فترة انقطاع الطمث. حيث يعتبر لهرمون الأستروجين تأثير إيجابي على توازن رطوبة البشرة، وأن انخفاض تلك الهرمون يؤدي إلى حدوث تغيرات كبيرة، وينتج عنها ضمور بالبشرة المرتبط بالتقدم في السن.
العوامل الخارجية التي تتسبب في البشرة الدهنية
- البيئة والمناخ المحيط والأشعة فوق البنفسجية:
يجب أن نعلم أن التعرض لأشعة الشمس بدون حماية لفترة طولية، يؤدي ذلك إلى تلف مزمن للبشرة، بتأثير ضوء الشمس وهي من أهم أسباب البشرة الدهنية، وتتسبب أيضًا في ظهور مشاكلها، بالإضافة إلى ظهور شيخوخة مبكرة بالبشرة. حيث الذرات الحرة بالجسم وهي جزيئات ضارة مسؤولة عن عملية التأكسد في خلايا الجسم وتلحق الضرر بالخلايا بالجسم، والتي تسبب تلف الخلايا. حيث تحتوي البشرة الصحية على مضادات الأكسدة التي تحميها من تلك الذرات الحرة بالجسم، حيث أنها تقوم بتقيد تأثير الذرات الحرة عليها وإلحاق الضرر بها.
والجدير بالذكر أن نعلم أن هذه الذرات الحرة، تتكون في الطبقة الخارجية من البشرة بفعل الأشعة فوق البنفسجية UV. التي نتعرض لها في الحالات العادية، وعند التعرض المحدود للأشعة فوق البنفسجية UV، يكون الجلد قادر على المواجهة والحماية وعلى التكيف معها بشكل أو بآخر ويتم تقيد الذرات الحرة لعدم الحاق الضرر بالبشرة. ولكن في حال التعرض المستمر ولوقت طويل للأشعة فوق البنفسجية الضارة، قد تضعف قدرة حماية الجلد وقدرته على تقيد الذرات الحرة، وتصبح أقل فاعلية للتصدي لها. وفي هذه الحالات، تصبح البشرة حساسة ومعرضة للأذى بشكل مزمن ومستمر.
- المنتجات الكيميائية القاسية على البشرة:
في بعض الحالات قد تكون منتجات العناية بالبشرة هي سبب الضرر لها، حيث أن منتجات البشرة القاسية (مثل sodium lauryl sulfate والمنتجات المرطبة ذات درجة حموضة قلوية pH)، قد تكون من أسباب البشرة الدهنية بدلاً من وسيلة للعناية بها أو علاجها، حيث أن هذه الأنواع من المنتجات ترهق قدرة البشرة الطبيعية على تعادل التوازن، وتتلف بنية وتجدد الخلايا بها، وتضعف قدرة الطبقة الخارجية للبشرة. لذلك فإن البشرة تتعرض للجفاف وتصبح حساسة وسهلة التعرض للأعراض المختلفة ومنها، الالتهابات والتهيجات الناتجة عن أمراض تصاب بها بسبب ضعف قدرتها على المقاومة لهذه للأمراض.
مميزات البشرة الدهنية
- عدم ظهور الشيخوخة مبكراً وذلك يميزها عن غيرها من أنواع البشرة الأخرى.
- بشرة لامعة، وذلك أيضًا يميزها عن غيرها من أنواع البشرة الأخرى، حتى وأن كان ذلك غير محبب لدى الكثير من الناس.
- عدم ظهور تجاعيد بالوجه، ويتأخر ظهور علامات التجاعيد والكبر والشيخوخة عن غيرها من أنواع البشرة الأخرى المختلفة.
العناية المثالية للبشرة الدهنية
أولاً: تنظيف البشرة الدهنية
يجب أن نعلم أن البشرة الدهنية مرهقة في بعض الحالات عند التعامل معها، ولكن من الأمور المهمة وسهل القيام بها هي تنظيف البشرة، وتحتاج البشرة الدهنية إلى تنظيف دائم فبسبب لزوجتها، فإنها دائماً تكون مكان سهل لاستقرار الغبار والجراثيم عليها؛ ولذلك تحتاج للتنظيف بشكل مستمر، ولكن دون إفراط للتخلص من الدهون الزائدة التي تترسب بمسام الجلد وتسدها ويعلق بها الأتربة، مما يسيء لمظهر البشرة ويعطي فرصة للإصابة بالجراثيم التي تنجذب لهذه الدهون المتسربة، وبالتالي تزيد فرص الإصابة بالحبوب وذلك ما يعانى منه الكثير.
ثانياً: قبض المسام
يجب أن نعلم أن مسام البشرة هي من الأماكن التي تترسب بها هذه الدهون، وخاصة إن كانت هذه المسام واسعة، لذلك يكون من المفيد جدا استخدام مواد قابضة لهذه المسام (ASTRINGENT) ولابد من استعمالها بعد التنظيف.
ثالثاً: ترطيب البشرة الدهنية
وعند التحدث عن العناية بالبشرة الدهنية، يجب أن نعلم ان المرطب هو من الأمور المهمة جدًا للمحافظة على توازن البشرة، وأن نعلم أن البشرة الدهنية بحاجة إلى ترطيبها دائمًا للمحافظة على صحتها وتغذيتها وتبدو في مظهر طبيعي ذو مظهر جمالي دائمًا، ومن الأمور المهمة أن يحتوي المرطب المستخدم على فيتامين (هـ) الذي يحافظ على شباب البشرة وحيويتها ويحميها من آثار البيئة المختلفة التي تؤثر على صحتها وجمالها.
نصائح لعلاج البشرة الدهنية
- احذري العبث بأية رؤوس سوداء أو دهنية موجودة على أي مكان بالوجه، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث بثور تترك بقعاً في وجهك قد تدوم لفترة طويلة، لأن البشرة الدهنية تكون لديها قابلية كبيرة للأسف لظهور البقع بها، لذلك تجنبي لمس بشرتك تماماً واحرصي على تنظيف بشرتك بشكل مستمر بالطرق الصحيحة.
- يجب عند تقشير البشرة، أن تقومي باستعمال مقشر لطيف على بشرتك حتى لا يحدث بها أي ضرر، ويفضل مرتين في الأسبوع لإزالة الخلايا الميتة، وللعلم انه بإمكانك استخدام أي مقشر تفضليه، مع العلم أنه يجب ان تقومي باستعمال كريم مقشر يحتوي على (AHA وBHA) يساعد على عدم انسداد المسام.
- يجب الحرص على أن تقومي باستعمال واقي شمس خالي من المواد الدهنية، لأن التعرض للشمس يسبب تمدد المسام.
- إذا كانت بشرتك دهنية يجب عند اختيارك للمكياج، أن تحرصي على انتقاء المكياج الذي لا يتسبب في زيادة الدهون أو ظهور الرؤوس السوداء لبشرتك، ويكون مسجل عليه (non – androgenic) ويفضل النوع الذي تقومي باختياره أن يكون عبارة عن بودرة وليس سائلاً، ويساهم في امتصاص الدهون.
- يجب عزيزتي تجنب استعمال كريم الأساس، لأنه يساعد على ظهور الرؤوس السوداء في الوجه.
- يجب أيضًا أن تحرصي على إزالة المكياج كليًا وترطيب وجهك قبل الخلود الى النوم وذلك يكون صحيًا بشكل كبير جدًا للبشرة.
- يجب أيضًا تجنب المرطبات الزيتية واستبدالها بمرطبات خالية من الزيوت (Oil Free Moisture) وذلك من الأمور المهمة للعناية بالبشرة الدهنية.