يعد فيتامين د من أهم الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم بشكل كبير، ويسمي أيضا بفيتامين الشمس، حيث تلعب أشعة الشمس دور في تحويل الكولستيرول الموجود داخل الجلد من خلال سلسلة من العمليات الحيوية إلى الفيتامين د، وذلك من خلال تعريض اليدين والقدمين إلى أشعة الشمس من خمس إلى عشر دقائق مرتين أو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع الواحد، وهو ما يعتبر مدة كافية لتزويد الجسم بكل ما يحتاجه من فيتامين د، ويتواجد داخل الكثير من الأطعمة الغذائية المشهورة.
نبذة عن فيتامين د والكالسيوم
فيتامين د من أكثر الفيتامينات الهامة للإنسان، حيث أنه يقوم بزيادة مستوى الكالسيوم في الدم وذلك من خلال:
- زيادة الامتصاص للكالسيوم من الأمعاء داخل جسم الإنسان.
- تقليل فقدان الكالسيوم وذلك من خلال البول، حيث أنه يزيد عملية إعادة امتصاص الكالسيوم في الكلى.
وكما أن نقص وقلة نسبة الكالسيوم في الجسم أو داخل دم الإنسان من الممكن أن تؤدي إلى إفراز غدد جارات الدرقية، والذي يقوم بالمساعدة في زيادة المستوى الخاص بالكالسيوم داخل الدم، وذلك عن طريق تحليل الكالسيوم من العظام، ولكن عندما تزيد نسبة الكالسيوم داخل الدم، يقوم هرمون الكالسيتونين والذي تقوم الغدة الدرقية بإفرازه حتى تقوم بتخفيض نسبة الكالسيوم في الدم، وذلك عن طريق زيادة ترسيبه في العظام، ومن الضروري أن يكون معدل الكالسيوم متناسب داخل الجسم، حتى لا ينجم أن أضرار عن ذلك.
دورة فيتامين د في جسم الإنسان
فيتامين د هو من أهم الفيتامينات الذائبة داخل الدهون، لهذا السبب فإن الأمعاء تقوم بامتصاصه مع الدهون الأخرى داخل الجسم، وذلك عند الحصول عليه من الطعام، كما أن فيتامين د ينتقل بعد ذلك إلى الخلايا الناقلة عبر مجرى الدم إلى الكبد.
كما أن فيتامين د من المؤكد أنه يصنع في الجلد، وذلك من خلال التعرض إلى أشعة الشمس بشكل مباشر من خلال الخطوات الـآتية:
- توجد في الجلد مادة تسمى 7-ديهيدروكوليستيرول، وهي مادة هامة لجسم الإنسان ولها الكثير من الوظائف.
- عند تعرض جلد الإنسان للأشعة فوق البنفسجية تتحول مادة 7-ديهيدروكوليستيرول إلى الكوليكالسيفيرول بشكل مباشر وفوري.
- ثم تنتقل مادة “الكوليكالسيفيرول” عبر مجرى الدم حتى تصل إلى الكبد.
- كما أن الكبد يحتوي على إنزيم “25-ألفا هيدروكسيليز”، وهو الذي يقوم بالمساعدة في تحفيز القيام بعملية تحول مادة “الكوليكالسيفيرول” إلى “25-هيدروكسي كوليكالسيفيرول”.
- تنتقل المادة المعروفة بـ “25-هيدروكسي كوليكالسيفيرول” إلى الكلى.
- تحتوي الكلى على إنزيم “1-ألفا هيدروكسيليز”، وهو الذي يعمل على تحفيز عملية تحول مادة “25-هيدروكسي كوليكالسيفيرول” إلى مادة 1،25-ديهيدروكسي كوليكالسيفيرول والتي يطلق عليها “فيتامين د3” أو كالسيتريول.
أهمية واحتياجات فيتامين د لجسم الإنسان
الجدير بالذكر أن فيتامين د له الكثير من الأهمية والاحتياجات الخاصة التي صنع من أجلها، حيث أن الله عز وجل لم يخلق شيئا في الحياة إلا ولها أهمية سواء بالنفع أو بالضرر فهذا ما يحدده البشر، وللعلم فإن فيتامين د له أهمية كبيرة وبالغة، حيث أنه من الممكن أن يدخل في كثير من العمليات الحيوية الهامة في حياتنا، والتي تتمثل في الـــآتي:
- يعمل هذا الفيتامين على المحافظة على نمو وتطور العظام والأسنان بشكل صحي وسليم لدي الإنسان.
- كما أنه يعمل بشكل كبير للمساعدة في الحفاظ على توازن معدني للكالسيوم والفوسفور داخل الجسم.
- يعمل أيضا على تثبيت نمو الخلايا السرطانية داخل الجسم.
- يقوم هذا الفيتامين بحماية الجسم من كافة الأمراض المختلفة والخاصة بالمناعة.
- يقلل هذا الفيتامين من إمكانية حدوث الالتهابات بجسم الإنسان.
- يدخل في عمليات النمو، كذلك انقسام وتمايز الخلايا المختلفة الموجودة داخل الجسم.
بينما تكمن احتياجات الجسم من فيتامين د في الكميات الغذائية المرجعية التي يحتاج إليها الجسم، والمعتمدة لفيتامين د، وهي الكمية الكافية التي تتواجد داخل الأطعمة الغذائية المختلفة التي تساعد في الحفاظ على صحة العظام ونموها بشكل سليم وكذلك الأسنان، كما أن التمثيل الغذائي للكالسيوم يكون داخل الأشخاص الأصحاء، بينما تختلف الكمية باختلاف عمر الإنسان وحالتها الصحية، وذلك كالـــتالــي:
- الرضع من عمر “0-12” يحتاجون إلى 400 وحدة دولية من الفيتامين.
- أما الأطفال في عمر السنة إلى البلوغ والشيخوخة، وحتى الوصول لسن الـ 60، يحتاجون إلى حوالي 600 وحدة دولية.
المصادر الخاصة بفيتامين د
توجد الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د في طبيعتها، وهو ما يحتاج إليه الكثير من الناس لضمان نمو جسمي سليم، ويعد لحم الأسماك الدهنية مثل أسماك السلمون، والتونة وكذلك الماكريل، وزيوت الكبد السمكية من أفضل المصادر التي تحتوي على هذا الفيتامين بنسبة كافية للجسم، كما أن هناك بعض الكميات من فيتامين د في الكبد والجبن وصفار البيض، كما أنه من الممكن أن نحصل علي فيتامين د من خلال الأطعمة المدعمة والتي تتمثل في الحليب والزبدة، وعصير البرتقال أيضا، وذلك بشرط أن يكون مكتوباً في المعلومات الغذائية الخاصة بهذه الأطعمة أنها مدعمة بفيتامين د، ومن الضروري أن لا يتم تناول هذه المدعمات بدون استشارة الأطباء المختصين، أما بالنسبة لأشعة الشمس والتعرض لها، فإن التعرض المباشر لها من الممكن أن يكسب الجسم نسبة قليلة من فيتامين د، وذلك للأسباب التاليـــة:
- الملابس: حيث أنه من الممكن أن تغطى الملابس جزءاً كبيراً من الجسم، وذلك عند التعرض المباشر لأشعة الشمس، وهو ما يجعل من الصعب أن تصل أشعة الشمس للجسم بأكمله لأجزائه المختلفة.
- استخدام واقي الشمس: وهو ما يجعل الأشعة غير قادرة على الوصول إلى الجسم بشكل مباشر وسليم.
نقص فيتامين د في جسم الإنسان
- يؤثر بالفعل نقص وقلة فيتامين د داخل جسم الإنسان سواء كان طفلاً صغيراً أو إنساناً بالغاً، حيث أنه من الممكن أن يظهر على شكل كساح لدى الأطفال، كما أنه يظهر لدى البالغين على هيئة ترقق للعظام، كما أنه من الممكن أن ينتج عن قلته داخل الجسم وافتقار الجسم له العديد من الأمراض مثل حدوث هشاشة في العظام وكسور عديدة فيها، كما أنه من الممكن أن يؤدي نقص الفيتامين داخل الجسم إلى الإصابة بالسرطان، حيث انه يرتبط به ارتباطاً شديداً، كذلك أمراض المناعة الذاتية، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأمراض المعدية، وإن عدم تناول كميات كافية ومناسبة للجسم من الممكن أن يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض داخل الجسم، حيث أن جهاز المناعة يصبح غير قادر على حماية الجسم من الأمراض المختلفة.
- نقص الفيتامين د داخل الجسم يعمل على الإصابة بالسرطان، حيث انه فيتامين د يقوم بالعديد من العمليات المهمة في منع حدوث السرطان وتتمثل تلك العمليات في الــآتي:
- يعمل الفيتامين على خفض نمو الخلايا السرطانية داخل الجسم.
- يعمل على تحفيز عملية موت الخلايا المبرمج، وهي عملية طبيعية تحدث للخلايا الموجودة بالجسم للحفاظ على الجسم سليماً، كذلك العمليات الحيوية التي تحدث له.
- يعمل على تعزيز وتحفيز عليمة التمايز الخلوي الخاص بالخلايا الموجودة بالجسم.
- تقليل تولد الأوعية الدموية داخل الجسم والخاصة بالخلايا السرطانية، واهمال هذه العملية من الممكن أن يساعد الخلايا السرطانية في التولد.