قد يحصل الأطفال على بعض الخصائص، والسلوكيات الخاطئة أو غير مفيدة فلذلك لابد من تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة، ويكون ذلك نتيجة لحياتهم في مجتمعات مختلفة وممارسة عادات وأنشطة جديدة مع تقدمهم في العمر وتغير في سلوكهم ذلك عندما يبدأ الطفل تعلم المشي ويعتاد عليه، يبدأ الطفل في مقارنة نفسه بسرعة الأشياء من حوله وحركته البسيطة.
فيزداد نشاطه ويظهر على الطفل حالات من عدم الراحة والغضب والبكاء المستمر والصراخ بسبب رغبته في المزيد من الأعمال المختلفة والمتنوعة، مما يجعله يشعر بالغضب الذي يولد الإحباط والقلق.
ومع زيادة مراحل نمو الطفل وتعرضه لكثير من المواقف والخبرات الحياتية، تبدأ شخصيته باكتساب المشاهد والمواقف ذاتيا، بما في ذلك المواقف السليمة والخاطئة، وفي نفس الوقت، يمارس الآباء دورهم في تقويم الطفل شخصيا وسلوكيا بطريقة تتفق مع إرشادات الأسرة، وتقاليد المجتمع.
مفهوم السلوك
السلوك بمعناه اللغوي السليم هو عادات الأشخاص وصفاتهم واتجاهاتهم وتفكيرهم في كل أموار الحياة، وهو أيضا يوضح أخلاق الأنسان ومذهبه في الحياة، ولكن بخصوص المعنى الاصطلاحي للسلوك فأنه يشير إلى الإشارات المختلفة والمتنوعة في حياة الكائنات الحية على العموم والأنسان بصفة خاصة.
واستجابة كل منهما للحياة وللمؤثرات المختلفة وتأثير ذلك على سلوكهم وتصرفاتهم فيصدر عنهم ردود أفعال وأنشطة يمكن قياسها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك باختلاف النشاط إذا كان لفظيا أو حركيا أو فسيولوجيا وكل ذلك يساعد في تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة.
تقييم سلوكيات الأطفال
يرتكز الطفل في تقييم وبناء سلوكه على المؤثرات الخارجية في البيئة المحيطة وذلك من خلال ما يلاحظه من عادات وتصرفات الأخرين وردود أفعالهم اتجاه الأشياء وينعكس ذلك عليه في تشكيل سلوكه وتحديد تصرفاته وتكوين شخصيته ومن خلال ذلك نستطيع تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة.
كما يتأثر الطفل أيضا بالأصدقاء وزملاء المدرسة وأصحاب اللعب وغيرهم من الأشخاص الذي يحتك بهم الطفل في تعاملاته اليومية المختلفة، وأيضا لا ننسى وسائل الأعلام فلها تأثير كبير في حياة الأطفال وخصوصا التلفزيون، وكل هذه المؤثرات المختلفة تساهم في تشكيل شخصية الطفل وتحديد سلوكياته الخاطئة والسليمة ومحاولة التحكم في كل هذه المؤثرات، يساعد في تقييم سلوكيات الطفل الخاطئة والتحكم فيها والتقليل منها بقدر المستطاع.
معاير الحكم على السلوك الخاطئ
لابد من وجود معايير يمكن من خلالها الحلم على السلوك من حيث كونه خاطئ أو سليم أو إذا كان سلوك سوي أو شاذ وهذه المعايير تتمثل في الاتي:
- معيار النشاط المعرفي: وهذا المعيار يعتمد على معرفة الاختلال في السلوك الإنساني وذلك من خلال ما يتعرض له من اختلال وقصور وإعاقة في قدراته العقلية مثل التفكير والتذكر والقدرة على الانتباه والاتصال والإدراك.
- معيار السلوك الاجتماعي: وهذا المعيار يعتمد على إبراز سلوك الأنسان وتقييم السلوكيات الخاطئة للطفل وخصوصا حالة الطفل اجتماعيا وذلك عندما يخالف العادات والتقاليد المعروفة والمتبعة لدى المجتمع.
- التحكم الذاتي ومن خلال هذا المعيار يمكن قياس شذوذ السلوك وذلك من خلال تكراره أو استمراره وبذلك نفقد القدرة على ضبطه أو التحكم فيه والسيطرة عليه.
- المعيار الطبيعي: من خلال هذا المعيار نستطيع أن نقيس توازن سلوكيات الأطفال وتقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة مع المؤثرات الطبيعة والاعتيادية في حياة الطفل وبذلك يعتبر أي سلوك منحرف أو مخالف لطبيعة الأنسان سلوك شاذ يجب مقاومته.
- ردود الفعل الانفعالية: من خلال هذا المعيار نستطيع أن نحدد السلوكيات والتصرفات وردود الأفعال الغير مستحبة والمبالغ فيها من حيث وجود اللاعقلانية وذلك في حالة وجود الغضب ووقوع المعاناة فتظهر بذلك السلوكيات الخاطئة.
- المعايير النمائية: من خلال هذا المعيار نستطيع أن نحدد المراحل العمرية للإنسان وخصائصها العامة ومظاهر النمو والسلوك الإنساني الذي يناسب تلك المرحلة وظهور سلوكيات على الأنسان تسبق المرحلة العمرية التي هو فيها يعتبر هذا السلوك شاذ وذلك مؤشر واضح لتقييم السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال.
كيفية تقويم سلوكيات الأطفال الخاطئة
يتم تقويم سلوكيات الأطفال الخاطئة وذلك من خلال عدة طرق مختلفة وهذه الطرف تتمثل في:
- العقاب الإيجابي وذلك من خلال استخدام العقاب في منع الطفل من الاستمرار بالسلوكيات الخاطئة والسلبية ومنع الأنسان من الاستمرار فيها فالعقاب الإيجابي يعمل على تفعيل العقوبة لتكون فعالة ومؤثرة في ردع السلوك الخاطئ فلابد أن تكون العقوبة متعلقة بالسلوك المرتكب ولا ننسى أن تكون بعيدة تماما عن الضرب والعنف.
ويوجد أمثلة كثيرة للعقاب الإيجابي ومنها أن نعطى الطفل عمل منزلي إضافي عندما يكون كاذبا بخصوص تنظيفه لغرفته، وأن نجعله يعتذر لأصحابه إذا قام بإيذاء مشاعرهم أو أي تصرف خاطئ تجاههم، أن نحمله مسؤولية تنظيف غرفة أخيه إذا صدر عنه سلوك خاطئ اتجاه أخيه وكل هذه أمثلة وغيرها في معرفه العقاب الإيجابي وكيفية تطبيقه على سلوك الطفل وتساعد في تقييم سلوكيات الطفل الخاطئة.
- المهلة من الممكن استخدام أسلوب المهلة في تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة ولكي نستطيع تنفيذها يجب تحديد سلوكيات وتصرفات الأنسان التي تستوجب تنفيذ تلك الفكرة وبعد ذلك نحدد منطقة في المنزل لا تكون مخيفة بالطبع فعلى سبيل المثال نضع كرسي في منطقة من المنزل وعند صدور السلوك والتصرف الخاطئ من الطفل وننذره.
ولا يلتفت لحديث والديه نأخذه وبهدوء وبدون أي غضب يصدر منا اتجاه ونضعه في هذه المنطقة وقد تحددت المدة التي يبقى الطفل في المهلة وهي دقيقة لكل سنة من عمر الطفل وذلك يكون بالطبع مع مراقبة الأب والأم له دون أن يتحدثوا معه وبعد ذلك يترك لينصرف من هذه المهلة دون أي نقاش أو حديث معه فيما صدر عنه من تصرف وسلوك خاطئ ثم نفكر بعد ذلك في كيفية تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة وتعزيز السلوك الإيجابي.
- التعزيز هو من الطرق الفعالة في تعزيز وتقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة حيث أنه قد يكون إيجابي وقد يكون سلبي فالتعزيز الإيجابي يعمل على تقديم أي شيء للطفل يشجعه على السلوك السليم ويعزز في داخله التصرف الجيد.
ومن أمثلة التعزيز هي أن نتركه وقت أطول في اللعب عندما ينتهي من واجباته المدرسية وأن نكافئه بهدية بسيطة عندما يهتم بترتيب غرفته بانتظام وعلى العكس تماما التعزيز السلبي فأنه يستخدمه الأب والأب ليتخلصوا من أعباء سلوكيات الأطفال على سبيل المثال يجبروا الأطفال على عمل الواجبات دون فهم لينتهوا من فعلها.
- تجاهل السلوك هذا الأسلوب من الممكن استخدامه في تعزيز وتقويم سلوكيات الأطفال الخاطئة ومحاولة تغيرها بأسلوب بسيط وخصوصا إذا كانت هذه السلوكيات مؤقتة نتيجة غضبه من شيء ما فيمكن بذلك أن يتراجع عنها بعد زوال الموقف.
ويعتذر على تصرفه الخاطئ فبهذه الصورة نستطيع أن نجنبه ذلك التصرف الخاطئ بأن نساعده على تخطى ما أغضبه لتجنب انفعاله أما إذا كان هذا السلوك الخاطئ ينجم عن الطفل لاختبار والديه في جدية عقابهم له فمن الأفضل تجنب هذا السلوك تماما وأتجاذ أسلوب أخر في التعامل معه يساعدنا على تقييم السلوكيات الأطفال الخاطئة.
- التوجيه هو أحد الطرق المثالية في تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة وخصوصا للأطفال لأنهم لا يستوعبون ما يفعله البالغين فلذلك لابد من البحث عن البديل إذا كنا نرغب في تقويم سلوكهم بصورة سليمة فعلى سبيل المثال الأطفال يرون القفر على الأريكة أمر ممتع لا يدركون ما يفكر فيه البالغين في تكفله تلك الأريكة.
فلابد في ذلك الوقت من التوجيه وإيجاد البديل المناسب وذلك بأن نقول لهم أن هذه الأريكة ليست للعب من الممكن القفز على الأريكة القديمة في الطابق السفلى لذلك فأن التوجيه السليم وإيجاد البديل هو الطريق المناسب في تقييم سلوكيات الأطفال الخاطئة.