العلاقات الزوجية من أكثر العلاقات تعقيداً وتفرعًا على الإطلاق، لذلك يصعب حصر أمور الحياة الزوجية في عناصر أو نقاط فالأمر أشبه بالملحمة، والحياة الزوجية هي حياة يتشاركها رجل وامرأة، حياة اشبه بتجربة يخوضها الطرفين فيصبح كل طرف له ما له وعليه ما عليه، يقوم بواجباته ويحصل على حقوقه كذلك، وهم طرفين ارادا إكمال باقي عمرهم مع بعضهم البعض يشاركوا كل أمور الحياة والوصول لأسلوب موحد في فيها.
أسرار نجاح الحياة الزوجية
قضاء الوقت مع الشريك
- قضاء أكبر وقت مع الشريك تأكيد على مدى أهميته وأنه فوق كل شيء سواء العمل والاصدقاء وغيرهم، يحتاج كل شريك الشعور بهذا الشعور من حين لآخر وأنه أهم شخص في حياة الشريك الآخر وفي سبيله يفني الكثير والكثير.
- لذلك لابد أن يحرص كل شريك على تقضية الوقت مع الشريك الآخر دون أي تدخلات تفسد هذه الخلوة.
- وفي الواقع الأمر لا يتوقف عند توصيل مدى اهتمام كل شريك بالآخر فقط بل يصل لوضع الخطط المستقبلية والمناقشات وحل المشكلات.
التأكيد على الحب
- يحتاج كل طرف تأكيد من الطرف الآخر باستمرار الحب ووجوده وإن كان على فترات متباعدة، فهو نوع من الضمان إن مشاعر الآخر لم ولن تتغير وبالتالي استمرار الزواج إلى الأبد.
- واستمرار الحب لا يأتي من مجرد القول فقط بل لما هو أبعد وأعمق وهي تصرفات كل شريك والتي تنم عن مدى مراعاته لمشاعر الآخر وحفظ كرامته وخلق انشطة تجدد من نمط الحياة بينهم حتى يجنبوا حياتهم الملل والروتين.
اختيار سبل التواصل الجيدة
لابد من انتقاء اسلوب للتواصل بين الزوجين حتى يستطيع كل طرف العبور للآخر ولأفكاره وقناعاته وآرائه، لخلق عقلية لا يهم إن كانت متشابه بل الأهم أن تكون متقبلة لاختلاف الطرف الآخر.
التربية السليمة للأطفال
- الاطفال هم ثمار الحياة الزوجية، معهم يدرك الزوجين معاني جديدة مثل أن يحب إنسان آخر أكثر من نفسه وأن يكون هذا الإنسان اهتمامه الأول، كل جهوده وسعيه في الحياة تصب في مصلحته هو ومن أجل حياته.
- لذلك لابد ألا يتم حكر تربية الأطفال على طرف دون الآخر بل هي مشاركة للوصول لأصول التربية السليمة توفير الحياة السعيدة.
دعائم العلاقة الزوجية الناجحة
الحفاظ على جسر الثقة الممتد بين الطرفين
- تعد الثقة من أهم أركان العلاقة بين الزوجين، فهي تخلق بينهم حالة من التعبير المطلق عن كل الأشياء المرهقة بينهم أو بين الآخرين.
- تجعل كل طرف منطلق في حديثه وآرائه وخيباته ومشاكله ومشاعره، تخلق عنده اقتناع بتفهم وتقبل الآخر، والبحث عن حلول لما يؤرقه.
- فوجود الثقة لا يتوقف عند البوح عن مشكلات كل طرف على حدى فقط بل والأهم كل مشكلات الطرفين فيما بينهم، والتأكد إلا يفعل أحدهم ما يؤذي الآخر سواء كان آذى بدني أو نفسي.
حل المشكلات والبوح
وجود المشكلات في حياة أي زوجين هي شيء طبيعي ووارد بل لن تجد حياة اثنين من دونها، ولكن المصاعب تأتي من كيفية كل طرف في إدارة حل المشكلة.
أنواع الأزواج في حل المشكلات والبوح
- النوع الأول يملك ملكة البوح بشكل مباشر فيبدأ بالتعبير عن نفسه وما يحتاجه وما يواجه، يتحدث عن ألمه تجاه تصرف أو فعل صدر عن الطرف الآخر في محاولة لإعطاء المساحة للآخر للتبرير وحتى الاعتذار والبحث سويًا عن حل المشكلة.
- النوع الثاني لا يستطيع أن يبوح بما يعتمل داخله، قد يكون الأمر في عدم الاستطاعة وسلك طريق الكتمان وقد لا يملك الثقة الكافية في نفسه أو في الطرف الآخر.
لذلك عند مواجهة أول مشكلة تجد كلا الطرفين ينأى عن الآخر وتعصف بهم الظنون والشكوك التي لا يمكن تداركها فيما بعد.
البحث عن إيجاد المغزى والمعنى للعلاقة
- امتلاك الإنسان للحياة الناجحة لا يأتي إلا إذا وجد المعنى فيها وأدرك مغزى وجوده وأهمية دوره في الحياة، لذا يسعى الإنسان منذ بدء الخليقة لمعرفة اسباب وجوده والسعي وراء المعنى.
- وفي حالة اقتران حياة طرفين ببعضهم البعض الذي قد يصل للأبدية، فالأجدر هنا معرفة سبب هذا الاقتران ومدى فائدته وما الذي قد يعود على كل طرف.
- لذلك الوصول للمغزى في الحياة الزوجية هام لأبعد الحدود ليعرف كل طرف ما عليه فعله وما الذي يجدر بالطرف الآخر فعله كذلك.
المشاعر الدافئة
- أهم أركان الحياة الزوجية على الإطلاق والعامل الأول الذي يضمن استمرارية الحياة بينهم فلا يوجد إنسان قد يستمر في حياة باردة خالية من المشاعر.
- فالمشاعر هي متنفس الإنسان الأول، يجد من خلالها التعبير والمعنى، يحتاج كل طرف أن يمده الآخر بالمشاعر والمعاني الصادقة ليعرف ما يمثله للآخر ويعرف أهمية وجوده وبالتالي الاكمال في هذه العلاقة.
نصائح لكسر الروتين في الحياة الزوجية
- خوض تجربة الرقص، تخصيص وقت في الأسبوع أو الشهر لممارسة الرقص بين الزوجين فأجواء الرقص مع الموسيقى العالية تعطي طاقة وتجدد من الحياة المتكررة وتضفي نوع من الألفة والبهجة على النفوس.
- الذهاب في رحلة تفصلهم عن روتين الحياة والعمل والمسئوليات.
- حرص كل طرف على ممارسة نشاطه الخاص وهواياته كالذهاب للصالات الرياضية والرسم والرقص وغيرهم.
- الحفاظ على التواصل الدائم بين الأصدقاء المقربين والحرص على قضاء وقت خاص معهم.
مفاهيم الحياة الزوجية في الإسلام
- السكينة هي هدوء القلب وراحته بعد التعب.
- الطمأنينة حيث يتجلى الأمن والأمان ويختفي الخوف والقلق حيث لا رغبات او اطماع.
- المودة وتعني الحب والمشاعر الحقيقة والدفء.
قال تعالى (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) فالله سبحانه وتعالى يزرع المحبة والدفء والرحمة بين قلوب الأزواج المؤمنة حتى يهنئوا فلا يتعسوا أو يحزنوا.
مفهوم الودود والعوّود اللذان ذكرا في الأحاديث النبوية
الودود والعوّود هما كلمتان ذكرهم النبي صلى عليه وسلم عندما قال (نسائكم من أهل الجنة الودود المولود، العوّود على زوجها، التي إذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا اذوق غمضًا حتى ترضى)
- الودود تعني الزوجة التي تحيط زوجها بمشاعرها الدافئة من الحب والمودة والاهتمام، والزوجة التي تسعى لرضى الزوج وحبه.
- اما العوّود هي التي تجلب لزوجها النفع.
حقوق الزوجين في الإسلام
حق الزوج
- حق الطاعة يطاع الزوج في كل شيء إلا في معصية الله ويلزم الله عز وجل اطاعة الزوجة لزوجها لتوجيها ولكن يشترط أن يتصف بالتقوى والورع ومخافة الله عز وجل.
- حق التأديب وقد ورد حق تأديب الزوج للزوجة بالضرب أحياناً والقول احيان أخرى وقد النبي صلى الله عليه وسلم (ولا تضربوهن، فإن ضربتموهن، فاضربوهن ضربًا غير مبرح).
وقد ورد طرق ضرب الزوجة كالضرب بطرف منديل أو اللكز الخفيف فالهدف من تأديب الزوجة هو إظهار غضب الزوج من فعل ما وليس الأذى الجسدي لها.
حق الزوجة
- حق السكن، يحق للزوجة أن يوفر لها زوجها البيت الذي ستعيش فيه.
- حق النفقة، أن يغطي الزوج كل نفقات الزوجة.
- حق الكرامة فيصون الزوج الزوجة وكرامتها ولا يسعى لكسر كبريائها ويحترم إنسانيتها.
العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات على الإطلاق فلا يمكن الاستخفاف بها وخوضها جزافًا بل قرار الدخول بها لابد أن يأتي بعد تفكير عميق وطويل.