أسرار الحياة الزوجية

تُبنى الحياة الزوجية الناجحة على أساسيات ومعاني يجب أن تكون بين الزوجين مثل المودة والرحمة، وعدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية، وعدم التقصير في الواجبات الشرعية بدايةً من العلاقة الحميمة مرورًا بحسن التعامل والنفقة وخلافه وصولًا إلى تربية الأبناء.

السعي وراء السعادة الزوجية يعتمد على عوامل اجتماعية واقتصادية، وعوامل أخرى ذات مرجعية دينية، كما ذُكر في أقوال الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة وفي الأحاديث النبوية الشريفة.

الحرص على نجاح الحياة الزوجية مرتبط بتجنب سوء الخلق وعدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية مما يؤدي إلى علاقة طيبة ومستقرة كما ذُكر في قوله تعالى:” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُومِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”

أنواع الأسرار في الحياة الزوجية

تختلف أسرار الحياة الزوجية وتتشكل في ثلاثة أنواع: النوع الأول مرتبط بالجوانب الجنسية بين الطرفين، والثاني متعلق بالعيوب المادية والمعنوية، والثالث ما يؤكد عليه أحد الطرفين عدم إفشائه.

الجوانب الجنسية

  • يعتبر النوع الأول من أسرار الحياة الزوجية من أهم وأخطر الأنواع المحرم الإفضاء بها ونهى عنها النبي في الحديث الشريف، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”
  • ويشير الحديث إلى تحريم التحدث عن العلاقة الزوجية أو التطرق إلى وصف أي تفاصيل خاصة بالاستمتاع بين الرجل وزوجته من كلا الطرفين لإن هذا يعد كبيرًا عند الله ويحاسب الفاشي بهذه الأسرار حسابًا عسيرًا.
  • وهناك من يقيس الأمور بفكرة أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر بعض التفاصيل الخاصة بحياته الزوجية، وغفل من يفعل ذلك بأن هذه التفاصيل هي بمثابة السنة التي يجب العلم بها للاقتداء بها والعلم بما يجوز ولا يجوز.
  • ومن حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر العلماء هو الاقتداء بحياته الخاصة وتعليم آداب المعاشرة للمسلمين. ويعد الإفشاء عن تفاصيل الحياة الزوجية أمرًا ضد تعاليم الدين الإسلامي ولأيتم التطرق إليها إلا في المحاكم أو عند التحدث لطبيب.
إقرأ أيضا:  حلول لمشاكل الحياة الزوجية

العيوب المادية والمعنوية

  • وهناك نوع ثاني من إفشاء أسرار الحياة الزوجية متعلق بالعيوب المادية والمعنوية التي تخص أحد الزوجين أو كلاهما معا، ويمثل هذا النوع شكل من أشكال الغيبة وهي محرمة في ديننا الكريم.
  • وجاء تحريم الغيبة في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه، فقد بهته”.
  • لا يجوز للزوجان إفشاء عيوب بعضهما إلا إذا وصلت الأمور والمشاكل للجوء للمحاكم والقضاء ويضطر كلا الطرفين التحدث عن شكواهم وأسباب عدم قدرة أحد الطرفين لاستمرار الحياة مع الآخر أو مطابة الحقوق.

أسرار خاصة

  • وهو نوع من الأسرار ترجع لطلب أحد الطرفين من الآخر عدم ذكرها لأحد، ويعد بذلك سر وأمانة ولا يمكن الإفشاء به لأن ذلك يعد خيانة للأمانة كما ذُكر في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة).
  • وهذا النوع الثالث محكوم بنوعية السر وهو مشروط بالحلال والحرام كما ذُكر في الحديث فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المجالس بالأمانة إلا ثلاثة: مجالس سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق).
إقرأ أيضا:  كيفية اختيار الزوج أو الزوجة لحياة سعيدة

أضرار إفشاء أسرار الحياة الزوجية

يتبين مما سبق أن إفشاء الأسرار الزوجية ينتج عنها عواقب كبيرة على الأسرة منها ما يلي:

  • الانعكاس بالسلب على العلاقة بين الزوجين بانعدام الثقة وغياب الشعور بالأمان.
  • ينتج عنه الشجار وإثارة المشاكل وتدخل أطراف أخرى مما يزيد الأمر تعقيدًا.
  • مواجهة الشماتة والإفساد من الآخرين بين الزوجين.
  • التحدث في المسائل الجنسية تزيد من المقارنات، ويتغير الإنسان من إحساسه بالرضى في علاقته الحميمية والإصابة بحالة من الإحباط لدرجة التطلع لدرجة ممكن تصل إلى له حد الخيانة أو حتى التفكير فيها.
  • يمثل الإفشاء عن الأسرار الزوجية كشف للعورات وهذا يمثل مخالفة شرعية لتعاليم الدين الإسلامي.

أسرار العلاقة الزوجية الناجحة

  • الاختيار الدقيق لشريك الحياة المناسب الذي يستطيع يفهمك وتشعر معه بالسعادة وتريده أن يشاركك أحلامك وتشاركه أحلامه.
  • توافر المرونة الكافية خلال علاقة الزواج وتجنب مثلها الشد والجذب لتقليل المشاكل الزوجية واستيعاب الطرفين لبعضهم البعض.
  • المودة والرحمة قول الله سبحانه وتعالى الذي يوصف به العلاقة الزوجية، أشياء مثل الحنان والتلامس والتقبيل خلال الحياة اليومية تصرفات تزيد المودة والرحمة، وتُزيد القدرة على التواصل والتفاهم.
  •  الانتظام في ممارسة العلاقة الحميمة حيث أن التواصل الجسدي يؤدي إلى ترسيخ المودة والحب بين الطرفين.
  • صفات الكرم والسخاء التي يجب أن تتوفر في المشاعر أو إنفاق الأموال.
  • التقدير بين الزوجين يمثل دور كبير في تحسين العلاقة الزوجية، وإحساس كل طرف أن الطرف الآخر يراه بعين الحبيب دائمًا قبل أن يكون زوج.
  • التغاضي عن التفاهات، فهناك العديد من الأمور الصغيرة التي تعكر صفو الحياة الزوجية والتغاضي عنها يُسهل الأمور ويجعل الحياة أفضل.
  • الصبر والتسامح، مرور الوقت وكبر السن معًا يزيد من نضجكما سويًا، ويساعدكما على القدرة على التسامح والصبر بين الطرفين مما يساعد على زيادة الحب والاحتواء بينهما.
  • تجنب الحديث على أشياء مزعجة في الماضي ومحاولة نسيان وغفران أخطاء سابقة من الممكن أن تسبب لحدوث عدم تفاهم شديد ومشاكل كبيرة مستمرة تصل بالحياة الزوجية أحيانًا إلى مفترق الطرق.
  • ادخال البهجة والضحك والفرحة في الحياة اليومية من خلال المواقف المشتركة اليومية لكثر الشعور بالملل والرغبة في الاجتماع بالطرف الآخر.
  • الابتعاد عن فكرة حب الامتلاك، واحترام فكرة أن لكل شخص حياته واهتماماته، يجب أن يحترم كل طرف مساحة الآخر الشخصية، حتى بشعر دائمًا بقيمة شريك حياته واختلافه عن المحيطين.
  • الاهتمام بالتعبير عن المشاعر بشكل مستمر حتى يمكن التغلب على أوقات المشاكل الصعبة لوجود رصيد كبير من المشاعر والحب بين الطرفين يحتوي الأمور والمواقف الصعبة.
  • تجنب الصمت والكتمان، لأنه دائمًا ما يصل الأمر إلى درجة الانفصال نتيجة لعد وجود لغة حوار مشتركة.
  • الحرص على التواصل يخلق جو من الصداقة بين الزوجين فيزيد من حجم الترابط بينهما وخاصةً بعدم إفشاء أسرارهم الزوجية لأي طرف ويزيد من فهم كل طرف للآخر.
  • الصراحة في التعبير عن المشاعر، فكرة أن كل شخص يعتقد أن الآخر يعرف فكرة خاطئة لأن المرأة غير الرجل وتحتاج أن تستمع إلى مشاعر زوجها لها طوال الوقت، وإذا ارتضت الزوجة تجعل الحياة أكثر راحة.
  • تجنب الانتقاد اللاذع والكلمات السلبية لأنها هذه الطريقة تترك أثرًا سيئًا عميقًا.
  • المشاركة تزيد من مساحة القرب بين الطرفين.
إقرأ أيضا:  الحياة الزوجية السعيدة كيف تكون

الحياة الزوجية حياة مقدسة لها احترامها وقوانينها وتحتاج من يختار أن يدخل هذه التجربة أن يكون على يقين بقدرته على خوض هذه التجربة وأن هذا هو الشخص الذي تحتاج أن تواصل حياتك القادمة معه.